الاستغاثة بحي حاضر قادر كي ينقذ الغريق في الإسلام أمر مشروع وجائز، بل هو من أعظم القربات إلى الله تعالى، وذلك لأن الله تعالى هو الخالق والرازق والمُحيي والمُميت، وهو القادر على كل شيء، ولذلك فإن اللجوء إليه والاستغاثة به في كل الأحوال هو من أعظم العبادات.
وقد ورد في السنة النبوية ما يُؤكد مشروعية الاستغاثة بحي حاضر قادر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يُغني حذر من قدر، ولكن ادفع بالقدر ما استطعت، وإذا أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان".
وهذا الحديث يُبين أن الإنسان يجب أن يسعى قدر استطاعته لدفع الشر عن نفسه، ولكن إذا أصابته مصيبة فلا يندم على ما فاته، بل يؤمن بقضاء الله وقدره، ويحمد الله تعالى على ما أصابته، ويعلم أن ذلك خير له في الدنيا والآخرة.
وإذا كان الاستغاثة بحي حاضر قادر مشروعة في كل الأحوال، فإنها تكون أكثر مشروعية في حال الضرورة، مثل حالة الغريق، حيث يكون الغريق في حالة خطرة، وقد يفقد حياته في أي لحظة، ولذلك فإن الاستغاثة بالله تعالى في هذه الحالة هي من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهي من أرجى الأسباب في نجاته.
ولذلك فإن المسلم إذا رأى غريقًا في الماء، فإنه يجب عليه أن يبادر إلى إنقاذه، وأن يُنادي الناس لمساعدته، كما يجب عليه أن يُصلي ركعتين لله تعالى، ويدعوه أن ينقذ الغريق، وأن يُيسر له السبيل للنجاة.
وهناك العديد من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها في حال رؤية غريق، ومن هذه الأدعية:
اللهم إنك قادر على كل شيء، وأنت الرزاق الوهاب، وأنت المُحيي والمُميت، اللهم إني أسألك أن تُنجي الغريق من الغرق، وأن تُيسر له السبيل للنجاة، اللهم إني أسألك أن تُلهمه الصبر والثبات، وأن تُبعد عنه الشيطان.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاغفر للغريق، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وارزقه النجاة من الغرق.
اللهم إنك مالك الملك، وأنت على كل شيء قدير، اللهم إني أسألك أن تنصر الغريق، وأن تُعزه، وأن تُذل عدوه، اللهم إني أسألك أن تُنجيه من الغرق، وأن تُرد إليه أهله سالمًا غانمًا.
والله تعالى أعلم.